دور المرأة في الكنيسة والعالم

في مقابلة له، قال القديس خوسيماريا: "أرى أن ليس هنالك أي سبب للتفرقة أو للتمييز العنصري بين الرجل والمراأة يتعلق بالعلمانية وبالمهمة التبشيرية وبحقوقهم وواجباتهم".

ليس نادراً أن يقوم الناس بتجاهل المرأة في الحديث العلماني، مما يؤدي إلى إعطاء صورة غير واضحة عن دورها في الكنيسة. وكذلك يسعى الناس لفهم التحرر الإجتماعي للمرأة على أنه مجرد مشاركة لها في الحياة العامة. ما رأيك بدور المرأة في الكنيسة وفي العالم؟

في البداية، لا أجد أي سبب يدفع المرء للقيام بالتفرقة أو بالتمييز العنصري بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالعلمانية وبالمهمة التبشيرية وبحقوقهم وواجباتهم. كل المعمدين، أرجالاً كانوا أو نساءً، هم على حدّ سواء في ما يتعلق بالكرامة والحرية والمسؤولية التي يتحملها أبناء الله. ففي الكنيسة وحدة أساسية علمها القديس بولس للمسيحيين الأوائل: "الآن، لا تمييز بين يهودي ويوناني، ولا بين عبد وحرّ، ولا بين رجل وامرأة" (غلا 3/26-28).

لأسباب عدة، ومن بينها أسباب تعود للقانون الإيجابي، أعتبر أن هذا التمييز بين الرجل والمرأة يجب أن يتوقف، مع كامل إحترامي للقدرة القضائية على وضع النظام المقدس. ولكن في كل الأطر المختلفة، أعتقد أن على الكنيسة أن تعترف في تشريعاتها بالحقوق والواجبات عينها للرجل والمرأة في العمل التبشيري وفي الحياة الداخلية. على سبيل المثال، حق التبشير، حق تأسيس وإدارة الجمعيات، إعطاء رأيهنّ بشكل مسؤول في القضايا المتعلقة بالخير العام الكنسي.

أدرك جيداً أن كل هذا، وهو ليس بالأمر الذي يصعب تقبله في النظريات عندما نرى التعليلات اللاهوتيّة التي تدعمه، يقابله في الواقع بمقاومة من بعض الجهات. لا أزال أذكر المفاجأة ، وحتى الإنتقاد الذي واجه فيه البعض الـOpus Dei لتشجيعها للنساء اللواتي انتسبن لجمعيتنا أن تتقدمن في الدراسات اللاهوتية. والآن ها إنهم يحاولون التمثل بنا في هذا المجال كما في مجالات أخرى.

أعتقد أن هذه المقاومة ستختفي شيئاً فشيئاً. ففي الأساس، إنها فقط مسألة تفهّم الكنيسة، واستيعاب فكرة أن الكنيسة ليست مؤلفة فقط من إكليريكيين ورجال دين، بل إن العلمانيين أيضاً، رجالا ونساءً، هم شعب الله، ولديهم مهمة ومسؤولية خاصة بهم وفقاً للقانون الإلهي.

ولكن أريد أن أضيف أيضاً ووفق ما أرى، أن المساواة بين الرجل والمرأة تتطلب تفهما لدورهما المتكامل الذي يلعبانه في نمو الكنيسة وفي تقدمها في المجتمع. لم يخلق الله الإنسان رجلاً وامرأة سداً. ولا يجب النظر إلى التنوّع كوسيلة لسيطرة الرجل على المرأة، ولكن كغنى.

بهذه الطريقة، يتحرر الرجال من تجربة منح طابع الذكورية على الكنيسة والمجتمع، والنساء من التفتيش عن مهمتهنّ بين شعب الله وفي العالم من خلال العمل على إظهار أنه بإمكانهنّ القيام بمساواة بالمهمات المخصصة للرجال.

أظنّ أنه على الرجل والمرأة، أن يعتبرا أنفسهما كأبطال قصة الخلاص، ولكن كل واحد يكمّل عمل الآخر.

(مقتطع من مقابلة أجراها بيدرو رودريغز مع القديس خوسيماريا لدورية "بالابرا" الصادرة في مدريد في تشرين الأول 1967).