حضور الله

الأبناء... كم يجتهدون في أن يتصرّفوا بلياقة عندما يكونون في حضرة والديهم! وكم يجتهد أبناء الملوك في الحفاظ على كرامة الملكيّة في حضرة والدهم، الملك! وأنت... ألا تعلم أنّك موجود دائماً أمام الملك الأعظم، أبيك – إلهك؟

265 الأبناء... كم يجتهدون في أن يتصرّفوا بلياقة عندما يكونون في حضرة والديهم!

وكم يجتهد أبناء الملوك في الحفاظ على كرامة الملكيّة في حضرة والدهم، الملك!

وأنت... ألا تعلم أنّك موجود دائماً أمام الملك الأعظم، أبيك – إلهك؟

266 لا تتخّذ قراراً بشأنٍ ما دون أن تتبصّر فيه مليّاً أمام الله.

267 ينبغي أن تقتنع بأنّ الله حاضر بجانبنا حضوراً دائماً. – نعيش وكأنّ الربّ في البعيد البعيد، حيث تلمع النجوم، ولا نفكّر أنّه موجود أيضاً دائماً بجانبنا.

وهو حاضر كأب محبّ – إنّه يحبّ كلّ واحد منا أكثر ممّا يمكن أن تحبّ أمّهات الدنيا بأجمعهنّ أبناءهنّ -، يساعدنا، ويلهمنا، ويباركنا... ويغفر لنا.

كم مرّة أزلنا العبوس عن محيّا والدينا بقولنا لهم بعد "شيطنة": لن أفعل هذا أبداً! – ربّما عدنا فسقطنا في ذلك اليوم نفسه... – ووالدنا يوبّخنا وهو يتصنّع القساوة في الصوت والعبوس في الوجه... في حين يتحنّن قلبه، وهو العارف ضعفنا، ويفكّر: مسكين هذا الولد، كم يجهد نفسه ليحسن التصرّف!

ينبغي إذاً أن نتشرّب ونتشبّع من أنّ الربّ القائم بقربنا والموجود في السماوات هو أب، وأبونا بامتياز.

268 تعوّد أن ترفع قلبك إلى الله، بفعل شكر، مرّات كثيرة في اليوم. – لأنّه يعطيك هذا ويعطيك ذاك. – لأنّهم احتقروك. – لأنّك لا تملك ما تحتاجه أو لأنّك تملكه.

لأنّه صنع أمّه، وهي أيضاً أمّك، جميلة هذا الجمال. – لأنّه خلق الشمس والقمر وذلك الحيوان وذلك النبات. – لأنّه صنع ذلك الإنسان بليغاً وأنت صنعك عاجزاً عن الكلام.

اشكره على كلّ شيء، لأنّ كلّ شيء صالح.

269 لا تكن شديد العمى أو شديد السّخف فتحجم عن الدخول بالروح إلى كلّ بيت من بيوت القربان عندما تلمح جدران بيت الربّ أو أبراجه. – إنّه في انتظارك.

لا تكن شديد العمى أو شديد السّخف فتحجم عن تلاوة دعاء لمريم البريئة من الدنس، أقلّه حين تمرّ بالقرب من الأماكن التي تعرف أنّ المسيح يهان فيها.

270 ألا يفرحك إذا اكتشفت في طريقك العادي، عبر شوارع المدينة، بيت مقدس آخر!؟

271 كان أحد المتمرّسين في الصلاة يقول: ليكن يسوع غايتنا في النّوايا؛ وحبّنا في العواطف؛ وموضوع حديثنا في الكلام؛ وفي أفعالنا المثال.

272 استعمل هذه "الوسائل البشريّة" التي نصحتك بها كي لا تفقد حضور الله: أدعية، أفعال حبّ وتعويض، مناولات روحيّة، "نظرات" إلى صورة سيّدتنا...

273 وحدك! – لست وحدك. نحن نرافقك باستمرار ولو عن بعد. – ثمّ... إنّ نفسك، وهي في حال النّعمة، يقيم فيها الرّوح القدس – الله معك – ويروح يضفي نفحة فائقة الطبيعة على جميع أفكارك، ورغباتك، وأعمالك.

274 كان ذلك الفتى (ما ترى حلّ به؟)، الطالب الطيّب في الجامعة المركزيّة1، يقول لي: "أبت، كنت أتأملّ قولك لي... بأنّي ابن الله! فرأيتني فجأة في الشارع، "مختالاً" جسدي، متكبّراً في باطني... ابن الله!".

نصحته، وضميري على يقين، بأن ينمّي تلك "الكبرياء".

275 لا أشكّ في استقامتك. – أعرف أنّك تعمل في حضرة الله. لكن، هناك لكن!: يشاهد أفعالك أو قد يشاهدها أناس يحكمون عليها حكماً بشريّاً... فينبغي أن تعطيهم مثلاً صالحاً.

276 إن تتعوّد، أقلّه مرّة في الأسبوع، أن تلتمس الاتّحاد مع مريم للذهاب إلى يسوع، فسترى كيف أنّ الله يزداد حضوراً لديك.

277 تسألني: لماذا هذا الصليب من خشب؟ - فأنقل من رسالة: "حين أرفع عيني عن المجهر، فإنّ نظري سيلتقي الصليب الأسود، الخالي. هذا الصليب الخلو من المصلوب إنّما هو رمز. له معنى لن يدركه الآخرون. ومن كان متعباً فصار على شفا أن يتخلّى عن المهمّة، يعود ليدني عينيه من العدسة ويتابع العمل: لأنّ الصليب المتوحّد يطلب منكبين يحملانه.

278 قم في حضرة الله فتكون لك حياة فائقة الطبيعة.

طريق