كيف نتخطى الخوف من الموت؟

الموت هو باب يجعلنا منفتحين على الحب - الحب بالمعنى الحقيقي للكلمة- على الفرح، على الراحة وعلى السعادة. لا يجب انتظاره بخوف...

كيف نتخطى الخوف من الموت؟

أجاب القديس خوسيماريا على سؤال أحد الأطباء في "البيرو" حول كيفية مساعدة المرضى على تخطّي الخوف من الموت.

إسمع يا ابني، سأخبرك فقط قصّة صغيرة. منذ وقت ليس ببعيد، أحد أصدقائك الذين لم أكن أعرفه شخصياً – وهو مدير إحدى المطبوعات ودائم الإنشغال، ويسافر كثيراً من جهة إلى أخرى- فسّر لي أنه عندما يلتقي بزملاء له، يحضّرون جدولاً لثلاثة أشهر أو لخمسة أشهر عمل. وعلّق قائلاً: "هذا يسعدني، لأنهم يضعون أمامهم كل الإحتمالات التي قد تطرؤ. كلّها، كلّها! باستثناء واحدة، فقلت لهم: "أنتم الذين وضعتم هذا الإحتمال أو ذلك أمام أعينكم، هل توقعتم أنه يمكنكم أن تموتوا؟ يا للعجب! لم يتوقعوا هذا وهو الشيء الوحيد الأكيد.

الموت يا أولادي، ليس خطوة بشعة. الموت هو باب يجعلنا منفتحين على الحب - الحب بالمعنى الحقيقي للكلمة- على الفرح، على الراحة وعلى السعادة. لا يجب انتظاره بخوف.

في الواقع، يرى الطبيب الموت من وجهة نظر ثانية، ولكن الطبيب المسيحي، على مثالك أنت – لقد عرفت كيف تنظر إليه أنت، وليباركك الرب! – يجب عليه أن ينظر إليه من ناحية إيجابية. والآخرون أيضاً. الموت ليس النهاية، إنه البداية. وللمسيحي، الموت ليس الموت إنما الحياة - الحياة بالمعنى الحقيقي للكلمة- بطريقة لا تجعلكم تخشون الموت.

واجهوا الموت، وجهاً لوجه. تأقلموا معه، فعليه أن يأتي... لماذا ستخاف وتخبئ رأسك تحت جناح الخوف، وأنت مذعور؟ لماذا؟.

يا رب، الموت هو الحياة. يا رب، الموت للمسيحي هو الراحة، والحب وهلمّ جرى...

أهذا ما أردتني أن أقوله لك؟

من كتاب: "القديس خوسيماريا والمرضى" للكاتب ميغال أنخيل مونجي، إصدار "بالابرا"، مدريد 2004.