مريم، سلطانة حبل بها بلا دنس

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في 8 كانون الأول بعيد "الحبل بلا دنس" الذي يذكّرنا بأن أم الله، حبل بها من دون الخطيئة الأصلية. وقد تأمل القديس خوسيماريا مراراً بنقاوة العذراء، وهنا بعض تأملاته التي تدخلنا إلى عمق هذا العيد.

ما أكثر ما يطيب للناس أن يذكّروا بقرابة تشدّهم إلى أشخاص من عالم الأدب، والسياسة، ومن الجنديّة والكنيسة!...

- رتّل أمام العذراء البريئة، مذكّراً إيّاها:

السلام عليك، يا مريم، يا ابنة الله الآب: السلام عليك، يا مريم، أمّ الله الإبن: السلام عليك، يا مريم، عروس الله الروح القدس... وحده الله أرفع منك!

"طريق" – رقم 496

بالطّبع أنتم أيضا، عندما ترون هذا الكمّ من المسيحيّين يعبّرون بطرق منوّعة عن عاطفتهم للقدّيسة العذراء مريم، تشعرون بعمق انتمائكم إلى الكنيسة وبأخوّتكم تجاه كلّ هؤلاء المسيحيّين الّذين هم إخوتكم. وذاك بمثابة صورة لاجتماع عائليّ. فعندما يلتقي الأبناء الكبار، المتباعدون بسبب الحياة، قرب والدتـهم، بمناسبة عيد ما، وإذا ما كانوا قد تشاجروا أحيانا، وعاملوا بعضهم بعضا بطريقة جافّة، ففي ذلك اليوم، يُنسى هذا الأمر، ويشعرون بالوحدة فيما بينهم، ويتلاقون كلّهم بعاطفة مشتركة.

"عندما يمر المسيح" – رقم 139

مريم الكليّة القداسة، أمّ الله، عاشت مغفلة، كأيّ امرأة من نساء قومها.

- تعلّم منها أن تعيش حياة بصورة "طبيعيّة".

"طريق" – رقم 499

ويوحنّا، التّلميذ الحبيب ليسوع، استقبل مريم، أدخلها إلى بيته، إلى حياته. إنّ الكتّاب الرّوحيّين اكتشفوا في هذه الكلمات الّتي ينقلها إلينا الإنجيل، دعوة موجّهة لكلّ المسيحيّين، كيما هم أيضا يُدخِلوا مريم في حياتـهم. غير أنّ هذه التّفاصيل قد تبدو سطحيّة. فمن الطّبيعي أن ترغب مريم في أن ندعوها، ونقترب منها بثقة وأن نتوسّل إلى حسّها الأموميّ، سائلينها بأن "تظهر نفسها أمّاً لنا".

"عندما يمر المسيح" – رقم 140