الصعود

لقد بدا لي دوماً منطقياً أن تصعد بشريّة يسوع المسيح المقدّسة، إلى مجد الآب، وقد ملأني هذا الأمر فرحًا مستديماً. إنّما أعتقد أيضًا بأنّ هذا الحزن، الخاصّ بيوم الصّعود، هو علامة الحبّ الّذي نكنّه ليسوع ربّنا. إنّه الإله الكامل، وقد صار إنسانًا، وإنسانًا كاملاً، جسدًا من جسدنا، ودمًا من دمنا.

وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ، حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً:«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (متى 28، 16-20).

تعرض علينا اللّيتورجيّا، مرّة أخرى، السّرّ الأخير لحياة يسوع المسيح بين البشر: هو صعوده إلى السّماء.

عندما يمرّ المسيح، 117

كيف لا نتفقده؟

لقد بدا لي دوماً منطقياً أن تصعد بشريّة يسوع المسيح المقدّسة، إلى مجد الآب، وقد ملأني هذا الأمر فرحًا مستديماً. إنّما أعتقد أيضًا بأنّ هذا الحزن، الخاصّ بيوم الصّعود، هو علامة الحبّ الّذي نكنّه ليسوع ربّنا. إنّه الإله الكامل، وقد صار إنسانًا، وإنسانًا كاملاً، جسدًا من جسدنا، ودمًا من دمنا. وهو يغادرنا ليصعد إلى السّماء. فكيف لا نفتقده؟

عندما يمرّ المسيح، 117

عيد صعود الرّبّ يوحي إلينا أيضًا حقيقة أخرى: إنّ المسيح، الّذي يحثّنا على القيام بـهذه المهمّة في العالم، ينتظرنا في السّماء. بكلمات أخرى، هذه الحياة الأرضيّة، الّتي نحبّها، ليست نـهائيّة، "لأنّه ليس لنا هنا مدينة باقية، إنّما نسعى إلى مدينة المستقبل"(عب 13، 14)، المدينة الثّابتة.

عندما يمرّ المسيح، 126

فلنفتكرنّ الآن بتلك الأيّام الّتي أعقبت الصّعود، بانتظار العنصرة. ألتّلاميذ المملؤون إيمانا بانتصار المسيح القائم، وبشوق حارّ للرّوح القدس، يريدون أن يشعروا بالإتّحاد فيما بينهم، فنجدهم "مع مريم، أمّ يسوع" (ر. رسل 1، 14). وصلاة التّلاميذ ترافق صلاة مريم، فكانت صلاة عائلة موحّدة.

عندما يمرّ المسيح ، 141

المسيح حيّ!

عش إلى جانب المسيح!: عليك أن تكون، في الإنجيل، كشخصية أخرى، وأن تعيش مع بطرس ويوحنا وأندراوس...، لأن المسيح حيّ الآن أيضاً: "يسوع المسيح، الأمس واليوم، الآن وإلى الأبد!". يسوع المسيح حي!، اليوم كالأمس: هو هو، إلى دهر الداهرين.

كور الحدادة، 8

لقد صعد المسيح إلى السّماء، لكنّه منح لكلّ ما هو أمين وإنساني الإمكانيّة الحسّيّة بأن يُفتدى. إنّ القدّيس غريغوريس الكبير يردّد بتعابير واضحة هذه الفكرة العظيمة في المسيحيّة: "هكذا عاد يسوع إلى المكان الّذي أتى منه، وعاد من المكان الّذي لا يزال قاطنًا فيه. إذ في اللّحظة الّذي صعد فيها إلى السّماء، وحّد فعلاً بألوهته، السّماء والأرض. لذا ينبغي اليوم أن نحتفل رسميًّا بالعيد الّذي فيه ألغي القرار الّذي كان يديننا، والحكم الّذي كان يخضعنا للفساد. فالطّبيعة الّتي وُجِّهَتْ إليها هذه الكلمات: إنك تراب وإلى التراب تعود (تك 19:3)، هذه الطّبيعة نفسها هي اليوم في السّماء مع المسيح"(القديس غريغوريوس الكبير).

عندما يمر المسيح، 120